تاريخ العطور., غير مصنف

تاريخ نشأة صناعة العطور في أوروبا وعند العرب.

تاريخ صناعة العطور.

ربما تكون العطور احد اهم المنتجات في القرن الواحد و العشرين ، سوق ضخم يضم مئات و آلاف الإصدارات ويضخ مليارات الدولارات سنوياً.

كيف بدأت العطور.

لكن هل تساءلت عزيزى القارئ كيف بدأت العطور ؟! ، دعنى اساعدك في البحث عن الإجابة

للإجابة على هذا السؤال نحتاج بداية لفهم ماهو العطر ! ، كأي منتج غرضه التزيين لا تختلف العطور كثيراً ، الغرض من العطر كان التمييز و لفت الإنتباه و إضافة شيء غير مألوف إلى المظهر العام

وهذا ما قد لاحظه أسلافنا الأوائل في العصور الحجرية ، نعم عزيزى القارئ إن تاريخ العطور يعود إلى 14000 عام من يومنا هذا ، استطاع علماء الاثار و الحفريات العثور على محارق كانت تستخدم في حرق الازهار العطرية لإستخراج الروائح منها ونشرها في الجو ، ربما هذا الشكل اشبه بمعطرات الجو وليس بالعطور لكنها كانت الخطوة الأولى في طريق البشر نحو ادراك مفهوم التعطر

لكن في النهاية العطر بشكله الحالي يرجع فضل ابتكاره بنسبة كبيرة إلى اسلاف المصريين في الحضارة الفرعونية ، وربما لن تكون تلك مفاجأة للكثير من الناس كون الحضارة المصرية القديمة لها الفضل في تطوير الكثير من الأشياء على مر التاريخ ، بجانب احتفاظ الفراعنة بفكرة المحارق طور قدماء المصريين قبل 5500 عام فكرة المعصرة ، حيث كانت توضع الازهار العطرية ملفوفة بورق البردى في إناء كبير به ماء ورد ومن فوقهم مطحنة كبيرة يقوم بتدويرها اثنان من النساء لينتج بعد ذلك الخليط العطرى السائل ليتم تخزينه في اوانى فخارية كبيرة ، ومن الجدير بالذكر ان مستخدمي العطور من قدماء المصريين كانوا من الامراء والكهنة و اثرياء القوم ولم تك متاحة لعامة الشعب

على مر السنين مروراً بالحضارة القبرصية و اليونانية و الإغريقية و الرومانية لم يضف احد الكثير على ما اضافه قدماء المصريين إلا بعض الأشياء البسيطة كالبدء في استعمال الفواكه و العصائر بدلا من الزهور ، لكن بشكل عام نستطيع القول ان العطور بتركيبها وشكلها الحاليين هم نتاج تطوير العرب قبل 1500 عام و الأوروبيين من بعدهم قبل 500 عام.

صناعة العطور عند العرب.

ورث العرب علم صناعة العطور بشكل عام من الإغريق لكن لم يُلاحظ أي تطوير يذكر على مدار الكثير من السنوات و العقود إلى ان قرر احد صناع العطور العرب استخدام تيجان الزهور في صناعة العطور ، تلك الأخيرة كانت تستخدم وقتها فقط للأغراض العلاجية ، وكانت عن طريق لف تيجان الزهور بطبقات دهنية و عصرها جيداً إلى ان ينزل السائل العطرى بطبقة دهنية كثيفة واستخدامه بعد ذلك في صناعة العطور و الذى يعرف الان بالتقطير ، كما ان العرب يعزى لهم انهم كانوا اول من استخدم عناصر جديدة كلياً في صناعة العطور كالاخشاب و العنبر و المسك ، وذلك لم يحدث إلا بعد الانفتاح العربى على العالم وتعمقهم في علوم الكمياء بعد الفتح الإسلامي ، ويعتبر ابن سينا و الكندى اشهر صناع العطور في العصر الإسلامي ، لكن حتى تلك اللحظة كانت صناعة العطور ماهي إلا علم لا يمارسه العلماء ولم تصل إلى الهيئة الصناعية و التجارية المتعارف عليها حاليا

التطور الأوروبي في العطور.

اما عن التطوير الاوروبى لمجال العطور فلم يك بالشئ القليل ، كان الأوروبيون اول من استخدم الكحول في العطور بتكليف من ملكة المجر عام 1370 ليتم حفظه لأوقات كبيرة و ليتحول بهذا من منتج أرستوقراطي لعلية القوم إلى منتج تجارى ربحى يسهل الحصول عليه ، مع التطورالعلمى على مر العصور ودخول العالم عصر الصناعة بين القرنين السادس عشر و السابع عشر بدأت تظهر اول أولى المصانع العطور في العالم ولو بشكل مصغر ، لكن وقتها فقط دخلت العطور من مرحلة التصنيع المحدود إلى مرحلة الإنتاج العالى ، مع التطور الكميائي أصبحت صناعة العطور اقل تكلفة وجهداً لأنه بشكل او بأخر استطاع علماء الكمياء استبدال مصادر العطور الطبيعية بأخرى مشابعة لها كميائياً مما خفف تكلفة اللإنتاج لتصبح عندها العطور واحدة من اكبر الأسواق العالمية.

موضوعات مرتبطة