درامى

لمحة فى عالم العطور

العطر.. سحر الدهشة وانبهار اللحظة ورذاذ المشاعر وانحباس الذكريات والهدية الرفيعة.

العطور شذاها أنطلق منذ قرون بعيدة، ففي معظم المراجع العريقة ذُكر أن ظهور العطور كان بدايةً منذ العصر الحجري، عبر إحراق بعض الأوراق العطرية، ومن ثم بدأت العطور تتطوّر شكلاً عبر امتداد الزمن، مُروراً بشتى الحضارات حتى مجيء الحضارة الإسلامية، فلقد تطوّرت العطور في الحضارة الإسلامية تطوراً مختلفاً عن الحضارات التي سبقتها، حيث استطاع المسلمون لأول مرة في التاريخ أن يستخدموا تاج الزهر في صناعة العطور لاستخراج ماء الزهر، وكذلك استخدموه في صناعة الأدوية. وادخل المسلمون أزهار البنفسج والياسمين والخزامى والليمون وخشب الصندل وخشب الأرز في صناعة العطور الشرقية الجميلة، واستمرت عجلة تطوّر صناعة العطور حتى بلغت ذروّتها في الحضارة الأوروبية الحديثة، حيث اتسعت صناعة العطور اتساعاً عظيماً وتصدرت لها شركات عالمية.

للعطور ثقافة تعني بأنواعها وانتقائها وقوّتها ووقتها، والثقافة هذه ثقافة جُلها ثقافة فطرية مع قليل من الحس والإدراك والمعرفة. بعض الناس في الصباح يتعطر بعطر مزعج جداً، وهو لا يشعر بذلك مطلقاً، ويسير بين الناس ذهاباً وإياباً بخيلاء وتيه، وهو لا يعلم أنه آذى نصف سكان الكُرة الأرضية بعطره النفاث!

فلابد أن نفهم أن عطورات الصباح تختلف عن عطورات الليل في قوتها وتركيزها وموادها، ففي الصباح علينا أن نختار العطر الخفيف العملي ذي المواد الهادئة والنسمة الباردة، وفي المساء لا بأس أن نختار العطور ذات المواد المركزة، سواء كانت ذات الطابع الشرقي التي في تركيبها دهن العود والبخور أو ذات الطابع الأوروبي التي تعتمد على تركيز الكحول فيها، لأن الليل فيه الحركة وفيه تضرب المواعيد وفيه تطول ساعات الحديث ويكثر الصخب واللقاءات المختلفة.